و لو أننا نزّلنا إليهم الملائكة و كلمهم الموتى و حشرنا ..
صفحة 1 من اصل 1
و لو أننا نزّلنا إليهم الملائكة و كلمهم الموتى و حشرنا ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الله تعالى : { و لو أننا نزّلنا إليهم الملائكة و كلّمهم الموتى و حشرنا عليهم كلَّ شىء قُبُلا ما كانوا
ليؤمنوا إلاّ أن يشاء الله و لكنَ أكثرهم يجهلون } ( سورة الأنعام / آية 111 ) .
دلّت الآية أن الله تعالى هو الذي يهدي من يشاء و يضلُّ من يشاء .
و عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بالجابية فقام خطيبًا فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : ( من يهد الله فلا مضلّ و من
يُضلل فلا هادي له ) و كان عنده كافر من كفار العجم من أهل الذّمة فقال بلغته : ( إن الله لا يضلّ أحدًا )
فقال عمر
للترجمان : ماذا يقول ؟ قال : إنه يقول إنّ الله لا يُضلُّ أحدًا . فقال عمر : ( كذبت يا عدو الله لولا أنك من أهل الذمة
لضربت عنقك هو أضلك و هو يدخلك النار إن شاء ) .
أي إن كان سبق في علم الله أنك تموت كافرًا يدخلك النار .
إنما قال ( إن شاء ) من أجل أنه لا تعلم خاتمته هل يُختم له بالاسلام أم لا ، أما كون ضلاله بمشيئة الله فلم يعلقه
تعليقًا بالمشيئة بل جزم به .
ففي قول سيدنا عمر رضي الله عنه دليل على ما هو معتقد الصحابة و من تبعهم من ان الله تعالى هو الذي يخلق
الاهتداء في قلوب من شاء من عباده فيجعلهم مؤمنين ،
و يخلق الضلالة في قلوب من شاء من عباده فيجعلهم
ضالين كافرين .
فقول عمر رضي الله عنه : ( هو أضلك ) تصريح بالغ بأن الله هو خالق الضلالة في الانسان الضال .
أما من فسّر قوله تعالى : { فإن الله يضلُّ من يشاء و يهدي من يشاء } ( سورة فاطر /8 ) بأن العبد ان شاء يضله
الله و العبد ان شاء يهديه الله ، فهذا فساد .
بل الضمير في شاء عائد الى الله و ليس الى العبد بدليل قوله تعالى اخباراً عن موسى : { أتهلكنا بما فعل السفهاء
منا إن هي الا فتنتك تضل بها من تشاء و تهدي من تشاء } ( سورة الأعراف / 155 ) .
فقوله : { تضل بها من تشاء } أي تشاء أنت ياالله ، فهنا محتم إعادة الضمير إلى الله لأن اللفظ بلفظ الخطاب ، فهنا
تشاء لا تحتمل إعادة هذا الضمير إلى غير الله .
و القرآن يفسّر بعضه بعضًا و لا يناقض بعضه بعضًا ، فثبت بالنص القرآني أن الله هو الذي يهدي من يشاء بمشيئته
الأزليه ، و يضل من يشاء بمشيته الأزليه . قال تعالى :
{ أم على قلوب أقفالها } ( سورة محمد / 24 ) قرئت هذه
الآية مرة عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فقال صبي غلام كان عنده : يا أمير المؤمنين لا يفتح القلوب الا
الذي أقفلها ،
فأحبه سيدنا عمر و أعجبه كلامه ، وجد فيه الفطنة و الذكاء حيث إنه اهتدى إلى هذا المعنى العظيم
و هو أن الله تبارك و تعالى هو الذي يهدي القلوب و لا احد يهدي القلوب الا الله .
والله من وراء القصد
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الله تعالى : { و لو أننا نزّلنا إليهم الملائكة و كلّمهم الموتى و حشرنا عليهم كلَّ شىء قُبُلا ما كانوا
ليؤمنوا إلاّ أن يشاء الله و لكنَ أكثرهم يجهلون } ( سورة الأنعام / آية 111 ) .
دلّت الآية أن الله تعالى هو الذي يهدي من يشاء و يضلُّ من يشاء .
و عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان بالجابية فقام خطيبًا فحمد الله و أثنى عليه ثم قال : ( من يهد الله فلا مضلّ و من
يُضلل فلا هادي له ) و كان عنده كافر من كفار العجم من أهل الذّمة فقال بلغته : ( إن الله لا يضلّ أحدًا )
فقال عمر
للترجمان : ماذا يقول ؟ قال : إنه يقول إنّ الله لا يُضلُّ أحدًا . فقال عمر : ( كذبت يا عدو الله لولا أنك من أهل الذمة
لضربت عنقك هو أضلك و هو يدخلك النار إن شاء ) .
أي إن كان سبق في علم الله أنك تموت كافرًا يدخلك النار .
إنما قال ( إن شاء ) من أجل أنه لا تعلم خاتمته هل يُختم له بالاسلام أم لا ، أما كون ضلاله بمشيئة الله فلم يعلقه
تعليقًا بالمشيئة بل جزم به .
ففي قول سيدنا عمر رضي الله عنه دليل على ما هو معتقد الصحابة و من تبعهم من ان الله تعالى هو الذي يخلق
الاهتداء في قلوب من شاء من عباده فيجعلهم مؤمنين ،
و يخلق الضلالة في قلوب من شاء من عباده فيجعلهم
ضالين كافرين .
فقول عمر رضي الله عنه : ( هو أضلك ) تصريح بالغ بأن الله هو خالق الضلالة في الانسان الضال .
أما من فسّر قوله تعالى : { فإن الله يضلُّ من يشاء و يهدي من يشاء } ( سورة فاطر /8 ) بأن العبد ان شاء يضله
الله و العبد ان شاء يهديه الله ، فهذا فساد .
بل الضمير في شاء عائد الى الله و ليس الى العبد بدليل قوله تعالى اخباراً عن موسى : { أتهلكنا بما فعل السفهاء
منا إن هي الا فتنتك تضل بها من تشاء و تهدي من تشاء } ( سورة الأعراف / 155 ) .
فقوله : { تضل بها من تشاء } أي تشاء أنت ياالله ، فهنا محتم إعادة الضمير إلى الله لأن اللفظ بلفظ الخطاب ، فهنا
تشاء لا تحتمل إعادة هذا الضمير إلى غير الله .
و القرآن يفسّر بعضه بعضًا و لا يناقض بعضه بعضًا ، فثبت بالنص القرآني أن الله هو الذي يهدي من يشاء بمشيئته
الأزليه ، و يضل من يشاء بمشيته الأزليه . قال تعالى :
{ أم على قلوب أقفالها } ( سورة محمد / 24 ) قرئت هذه
الآية مرة عند أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فقال صبي غلام كان عنده : يا أمير المؤمنين لا يفتح القلوب الا
الذي أقفلها ،
فأحبه سيدنا عمر و أعجبه كلامه ، وجد فيه الفطنة و الذكاء حيث إنه اهتدى إلى هذا المعنى العظيم
و هو أن الله تبارك و تعالى هو الذي يهدي القلوب و لا احد يهدي القلوب الا الله .
والله من وراء القصد
أمين- عضو فعال
- عدد المساهمات : 66
نقاط : 50044
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/09/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى